دعت النمسا ألمانيا, يوم الأربعاء, إلى استقبال اللاجئين مباشرة من اليونان، رافضة أن تتحول إلى منطقة انتظار لألمانيا، بعد أن بدأت دول البلقان في تقليل عدد اللاجئين الذين تسمح لهم بالعبور بدعم من النمسا.
وطالب المستشار النمساوي فيرنر فايمان ألمانيا باستقبال مباشر للاجئين من اليونان أو دول مجاورة لسوريا. وقال فايمان, في تصريحات لصحيفة "كورير" النمساوية "يتعين تحديد حصة يومية يتم على أساسها جلب لاجئين بشكل مباشر من اليونان أو تركيا أو الأردن إلى ألمانيا".
واقترح فايمان إصدار ما يسمى بشهادات عبور لتوزيع اللاجئين، موضحا أن بلاده لا يمكنها ولا ينبغي لها أن تصبح مركزا لتوزيع اللاجئين، وقال "يتعين أن ينتهي هذا الأمر".
وذكر فايمان أن تطبيق اتفاقية الانتقال الحر (شينغن) لا تعني إفلات اللاجئين من اليونان إلى النمسا، مضيفا أن بلاده صارت بذلك "بين شقي الرحا", وأوضح أنه من المحتمل إفلات آلاف اللاجئين يوميا إلى النمسا، في الوقت الذي تبلغ فيه ألمانيا بلاده بأنها لن تسمح بعبور سوى ألف أو ألفي لاجئ أو لاجئ واحد اليوم.
وطالب فايمان بتوزيع اللاجئين من الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي في اليونان وإيطاليا، موضحا أنه لا يجوز السماح للاجئين بعد ذلك بقطع مسافة ألفي كيلومتر "وجعل النمسا منطقة انتظار لألمانيا"، وقال "سنقاوم ذلك بشدة".
ويشار إلى أن الدول الواقعة على طريق البلقان بدأت منذ أيام قليلة بتقليل عدد اللاجئين الذين تسمح لهم بالعبور إلى وسط أوروبا، وذلك بدعم من النمسا. وأدى ذلك إلى تكدس المزيد من اللاجئين في اليونان.
وكانت النمسا أعلنت, في وقت سابق, أنها ستدرس 37500 طلب لجوء فقط هذا العام بالمقارنة مع 90 ألف طلب تلقته العام الماضي. كما طالبت من الإتحاد الأوروبي تقديم 600 مليون يورو (670 مليون دولار) لتغطية تكاليف استقبال لاجئين إضافيين, وذك عقبَ جمع مؤتمر المانحين 11 مليار دولار لمساعدة السوريين على مدار 4 سنوات.
وكانت "منظمة العفو الدولية" قالت، الشهر الماضي، إن وضع النمسا سقف لعدد طلبات اللجوء التي تقبلها يوميا، يعد "انتهاكاً" لحقوق الإنسان، الأمر الذي ردت عليه النمسا بأنها "تتصرف في إطار القانون".
وأعلنت اليونان, منذ ايام, أن أكثر من 5 الاف شخص عالقون في مخيم ايدوميني على الحدود الشمالية مع مقدونيا، على خلفية قرار عدد من الدول, ومنها النمسا, تحديد عدد المهاجرين الذين يمكنهم العبور في أراضيها, قبل ان تبدي قلقها من ارتفاع عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين تقطعت بهم السبل على أراضيها، إلى 70 ألفاً في آذار المقبل, بسبب الحصص الجديدة التي فرضتها دول البلقان لعبورهم أراضيها.
سيريانيوز